حكاية ..
الصياد والحجاره ....
هذه الصورة مصغره ... إنقر هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 800x750 والحجم 52 كيلوبايت .
في أحد الأيام و قبل شروق الشمس ....
وصل صياد إلى النهر، و بينما كان على الضفة تعثر بشئ ما وجده على ضفة النهر...
كان عبارة عن كيس مملوء بالحجارة الصغيرة ، فحمل الكيس ووضع شبكته جانبا ،
و جلس ينتظر شروق الشمس
كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله ....
حمل الكيس بكسل و أخذ منه حجراً و رماه في النهر ،و هكذا أخذ يرمى الأحجار.....
حجراً بعد الآخر .....
أحبّ صوت اصطدام الحجارة بالماء ، ولهذا استمر بإلقاء الحجارة في الماء حجر ...اثنان ....ثلاثة ...
وهكذا
سطعت الشمس ... أنارت المكان... كان الصياد قد رمى كلّ الحجارة ماعدا حجراً واحداً
بقي في كف يده ، وحين أمعن النظر فيما يحمله...
لم يصدق ما رأت عيناه.....لقد ...
لقد كان يحمل ماساً !!!
يا إلهي ... لقد رمى كيساً كاملاً من الماس في النهر ، و لم يبق سوى قطعة واحدة في يده ؛ فأخذ
يبكي ويندب حظّه التّعس...... لقد تعثّرت قدماه بثروة كبيرة كانت ستقلب حياته رأساً على
عقب ... ولكنّه وسط الظّلام ، رماها كلها دون أدنى انتباه
انتهت الحكاية !!!!
لكن ألا ترون أنّ هذا الصّياد محظوظ ؟! إنّه ما يزال يملك ماسة واحدة في يده....
كان النّور قد سطع قبل أن يرميها هي أيضاً ...
وهذا لا يكون إلّا للمحظوظين وهم الّذين لا بدّ للشّمس أن تشرق في حياتهم ولو بعد حين ....
وغيرهم من التعسين قد لا يأتي الصباح و النور إلى حياتهم أبداً ...
يرمون كلّ ماسات الحياة ظناً منهم أنها مجرد حجارة !!!!!
الحياة كنز عظيم و دفين ... لكننا لا نفعل شيئا سوى إضاعتها أو خسارتها ، حتى قبل أن نعرف ما
هي الحياة ..... سخرنا منها واستخف الكثيرون منا بها ، و هكذا تضيع حياتنا سدى إذا لم نعرف و
نختبر ما هو مختبئ فيها من أسرار وجمال وغنًى...!!!!!
ليس مهما مقدار الكنز الضائع ...
فلو بقيت لحظة واحدة فقط من الحياة ؛ فإنّ شيئا ما يمكن أن يحدث ....
شيء ما سيبقى خالداَ .... شيء ما يمكن انجازه ..... ففي البحث عن الحياة لا يكون
الوقت متأخراً أبداً..... وبذلك لا يكون هناك شعور لأحد باليأس ؛
لكن بسبب جهلنا ، و بسبب الظلام الذي نعيش فيه افترضنا أن الحياة ليست
سوى مجموعة من الحجارة ،
و الذين توقفوا عندفرضية كهذه قبلوا بالهزيمة قبل أن يبذلوا أي جهد في التفكير
والبحث والتأمل .
الحياة ليست كومة من الطين و الأوساخ ،
بل هناك ما هو مخفي بين الأوساخ و القاذورات و الحجارة ، و إذا كنت تتمتع بالنظر
جيدا ؛ فإنك سترى نور الحياة الماسيّ يشرق لك
لينير حياتك بأمل جديد ...